فى فترة من فترات التاريخ الغابر لمصر .. فترة تهجير النوبيين من النوبة ..كان الاشتراكين وأدوات الدولة يصورون لعبد الناصر ولكل العالم إن اهالى النوبة سعداء بهجرتهم من الأراضي الصخرية الى جنة أراضي الحكومة حيث الخضرة والمنازل الإسمنتية التى ستساعدهم على التوسعة الرأسية ببناء طوابق متعددة، ولنتعرف على الطريقة التى ضاعت بها النوبة يجب ان نعود بالزمن الى الوراء لنعرف كيف كانت احوال هذا الزمن الغريب بعد الثورة ، كانوا يتعاملون بطريقة كله تمام يا ريس، كانت الكتب تمجد عبد الناصر ..وزارة الشئون الاجتماعية كانت ترأسها الوزيرة الدكتورة حكمت ابو زيد .. (الحمد لله الذي وهبنا زعيماً من انفسنا يصدقنا دائماً فيما يعد، وقد وعد اهل النوبة في 10 يناير 1960 غداة ارسائه حجر الاساس لبناء السد العالي بأنهم سينتقلون في هجرة مريحة وكريمة الى مناطق جديدة يشعرون فيها بجمع الشمل ولا يشعرون فيها بالعزلة وسيبدأون فيها حياة جديدة يشعرون فيها بالحرية والاستقرار ،وفى ختام
عملية التهجير من النوبة التاريخية الى النوبة الجديدة نقدم حقائق الصدق لوعد الزعيم ) هذه مقدمة لنشرة اصدرتها وزارة الشئون الاجتماعية عام 1964، الجميع يطنطن ويزمر وكله تمام يا ريس ..والنوبيين سعداء بالهجرة من اراضيهم الصخرية الى هكذا كانوا يخبرون زعيمهمJالاراضي الجديدة المخضرة ..الى الجنة ..جنة الاشتراكية العظيم .. وهكذا كانوا يصورون للعالم ، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت ( على صبري ) قال ان اروع شئ فى رأي ليس هو عملية التهجير على ما هى عليه من ضخامة ،وانما هوذلك البشر( السعادة ) الذي اراه على وجوه الاهالي وفرحتهم بالموطن الجديد، لم احس
مطلقاً بأنهم مواطنون تركوا ارضهم وبيوتهم التي ولدوا فيها وعاشوا فيها الاف السنين..تاريخ باكمله تركوه الى حياة جديدة.. ومع ذلك فقد احسست بالأمل يملأ نفوسهم ،والبشر يعلو وجوهم ،وهذا يدل على وعى كبير يدل على ثقة المواطنين بالثورة ) هكذا قال على صبري .. كلام غير معقول ولا مفهوم ..يتركون منازلهم والبشر يعلو وجوههم ..يهجروهم الى المجهول والامل يملأ نفوسهم .. ولا تنسوا هم فى النهاية يثقون فى الثورة .. منتهى السخف ..وارجو ان تظهر هذه الصورة التى اضعها الان لتعبر عن مدى فرحة النوبيون بالموطن الجديد
الصحف تهلل بالمرحلة التاريخية وتحسد اهل النوبة على النعيم الذي سيكونون فيه وتظهر العناوين العريضة ( كانت النوبة الجديدة خريطة على الورق ..كانت حلماً يطوف بخيال اهل النوبة ..ثم اصبح حقيقة ) لا اراه اليوم الا كابوساً كان يضج مضاجعنا ثم تحول للاسف الى حقيقة ، ( رحلة سعيدة الى مستقبل سعيد ) ( اغان على الدف وزغاريد عند الوصول الى النوبة الجديدة عنوان الامل الجديد فى الموطن الجديد ) وضعوا صورة لرجل نوبي بسيط يمسك فأساً ووضعوا على لسانه هذا الكلام ( الى العمل .. اصبحت فلاحً ..كنت ابحث عن العمل فى كل مكان ولكن العمل من أجل وطني الحر ومجتمعي الاشتراكي قد اعطاني الأرض ومنحني الاستقرار لي ولأولادي ) تخيلوا هذا الكلام يصدر من رجل بسيط ..انه يعمل من اجل مجتمعه الاشتراكي .. منتهى السذاجة ..او انهم يعتقدون انهم يتعاملون مع سذج .. (واصبح فلاحاً) وكأن النوبي فى النوبة القديمة لم يكن يعمل فلاحاً ، وكيف ذلك وهو يعيش فى ارض صخرية جرداء كما يدعون، حاولوا اظهار ان النوبة القديمة ارض جرداء خراب ، وان النوبة الجديدة جنة ..بها المحلات والبريد والمستشفيات ..والارض الخضراء، الناس سعداء وكله تمام يا ريس ، ولكن هل تعتقدون ان النوبيون قد خدعوا وقتها بالفعل ؟ اخذوا بعض النوبيون بمنطقة بها منازل حديثة ومهيئة وقالوا لهم ان النوبة كلها ستكون بهذا الشكل ،فعادوا ونشروا بين الناس الحكايات والاساطير التى رأوها ، ورغم ذلك رفض العديد الهجرة ، احد الشعراء النوبيون ويدعى ( على محمد حمد ) نظر الى قريته عنيبة قبل ان تغرق ..نظر اليها نظرته الاخيره وكتب عنها
غداً ستغيب فى دنيا لجين ...اذا اسرى بها الملاح تاها
تطل بها السماء ..على سماء ...... وتضطجع النجوم على ثراها
ستطويها البحيرة بعد حين .... فتصبح كالهواجس من رؤاها
تلوب بها رءوس النخل ظمأى ... تمد الى الهواء الطلق فاها
وترتعش الجبال الشم فيها .. مروعة وقد خارت قواها
بلاد النوبة الوسطى وداعاً .... إذا بلغت حياتك منتهاها
ركائزك الثمينة من قديم .... حبت (رمسيس) سيطرة وجاها
سبته كنوز تبرك فاحتواها .... وصال بها على الدنيا وتاها
حمى العمران كنت ..ولا تزالى ..... لكل حضارة تأتي حماها
فأنت كأمس كنز عبقري ... وإن أبدلت بالذهب المياها
القصيدة طويلة ومليئة بالحزن والفخر بالنوبة القديمة ،فهل هذه كلمات انسان سعيد بالتهجير؟
النوبيون لم ينخدعوا وقتها ،من انخدع هو المجتمع المحيط بهم ..بما فيهم عبد الناصر ، لم يكن النوبي يحتاج لاحد يقول له ان الدولة استبدلت له الذهب بالحديد .. فهذا كان واضحاً امامه، واقعاً يراه ويعيشه
عملية التهجير من النوبة التاريخية الى النوبة الجديدة نقدم حقائق الصدق لوعد الزعيم ) هذه مقدمة لنشرة اصدرتها وزارة الشئون الاجتماعية عام 1964، الجميع يطنطن ويزمر وكله تمام يا ريس ..والنوبيين سعداء بالهجرة من اراضيهم الصخرية الى هكذا كانوا يخبرون زعيمهمJالاراضي الجديدة المخضرة ..الى الجنة ..جنة الاشتراكية العظيم .. وهكذا كانوا يصورون للعالم ، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت ( على صبري ) قال ان اروع شئ فى رأي ليس هو عملية التهجير على ما هى عليه من ضخامة ،وانما هوذلك البشر( السعادة ) الذي اراه على وجوه الاهالي وفرحتهم بالموطن الجديد، لم احس
مطلقاً بأنهم مواطنون تركوا ارضهم وبيوتهم التي ولدوا فيها وعاشوا فيها الاف السنين..تاريخ باكمله تركوه الى حياة جديدة.. ومع ذلك فقد احسست بالأمل يملأ نفوسهم ،والبشر يعلو وجوهم ،وهذا يدل على وعى كبير يدل على ثقة المواطنين بالثورة ) هكذا قال على صبري .. كلام غير معقول ولا مفهوم ..يتركون منازلهم والبشر يعلو وجوههم ..يهجروهم الى المجهول والامل يملأ نفوسهم .. ولا تنسوا هم فى النهاية يثقون فى الثورة .. منتهى السخف ..وارجو ان تظهر هذه الصورة التى اضعها الان لتعبر عن مدى فرحة النوبيون بالموطن الجديد
الصحف تهلل بالمرحلة التاريخية وتحسد اهل النوبة على النعيم الذي سيكونون فيه وتظهر العناوين العريضة ( كانت النوبة الجديدة خريطة على الورق ..كانت حلماً يطوف بخيال اهل النوبة ..ثم اصبح حقيقة ) لا اراه اليوم الا كابوساً كان يضج مضاجعنا ثم تحول للاسف الى حقيقة ، ( رحلة سعيدة الى مستقبل سعيد ) ( اغان على الدف وزغاريد عند الوصول الى النوبة الجديدة عنوان الامل الجديد فى الموطن الجديد ) وضعوا صورة لرجل نوبي بسيط يمسك فأساً ووضعوا على لسانه هذا الكلام ( الى العمل .. اصبحت فلاحً ..كنت ابحث عن العمل فى كل مكان ولكن العمل من أجل وطني الحر ومجتمعي الاشتراكي قد اعطاني الأرض ومنحني الاستقرار لي ولأولادي ) تخيلوا هذا الكلام يصدر من رجل بسيط ..انه يعمل من اجل مجتمعه الاشتراكي .. منتهى السذاجة ..او انهم يعتقدون انهم يتعاملون مع سذج .. (واصبح فلاحاً) وكأن النوبي فى النوبة القديمة لم يكن يعمل فلاحاً ، وكيف ذلك وهو يعيش فى ارض صخرية جرداء كما يدعون، حاولوا اظهار ان النوبة القديمة ارض جرداء خراب ، وان النوبة الجديدة جنة ..بها المحلات والبريد والمستشفيات ..والارض الخضراء، الناس سعداء وكله تمام يا ريس ، ولكن هل تعتقدون ان النوبيون قد خدعوا وقتها بالفعل ؟ اخذوا بعض النوبيون بمنطقة بها منازل حديثة ومهيئة وقالوا لهم ان النوبة كلها ستكون بهذا الشكل ،فعادوا ونشروا بين الناس الحكايات والاساطير التى رأوها ، ورغم ذلك رفض العديد الهجرة ، احد الشعراء النوبيون ويدعى ( على محمد حمد ) نظر الى قريته عنيبة قبل ان تغرق ..نظر اليها نظرته الاخيره وكتب عنها
غداً ستغيب فى دنيا لجين ...اذا اسرى بها الملاح تاها
تطل بها السماء ..على سماء ...... وتضطجع النجوم على ثراها
ستطويها البحيرة بعد حين .... فتصبح كالهواجس من رؤاها
تلوب بها رءوس النخل ظمأى ... تمد الى الهواء الطلق فاها
وترتعش الجبال الشم فيها .. مروعة وقد خارت قواها
بلاد النوبة الوسطى وداعاً .... إذا بلغت حياتك منتهاها
ركائزك الثمينة من قديم .... حبت (رمسيس) سيطرة وجاها
سبته كنوز تبرك فاحتواها .... وصال بها على الدنيا وتاها
حمى العمران كنت ..ولا تزالى ..... لكل حضارة تأتي حماها
فأنت كأمس كنز عبقري ... وإن أبدلت بالذهب المياها
القصيدة طويلة ومليئة بالحزن والفخر بالنوبة القديمة ،فهل هذه كلمات انسان سعيد بالتهجير؟
النوبيون لم ينخدعوا وقتها ،من انخدع هو المجتمع المحيط بهم ..بما فيهم عبد الناصر ، لم يكن النوبي يحتاج لاحد يقول له ان الدولة استبدلت له الذهب بالحديد .. فهذا كان واضحاً امامه، واقعاً يراه ويعيشه